الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
وثب: الوَثْبُ: الطَّفْرُ. وَثَبَ يَثِبُ وَثْباً، ووثَباناً، ووُثوباً، ووِثاباً، ووَثيباً: طَفَرَ؛ قال: وَزَعْتُ بكالهِراوة أَعْوَجِيّاً *** إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وِثابا ويروى وَثابا، على أَنه فَعَلَ، وقد تَقدَّم؛ وقال يصف كبره: وما أُمِّي وأُمُّ الوحْش، لمَّا *** تَفَرَّعَ في مَفارِقِيَ المَشِيبُ؟ فَما أَرْمِي، فأَقْتُلَها بسَهْمِي *** ولا أَعْدُو، فأُدْرِكَ بالوَثِيب يقول: ما أَنا والوحشُ؟ يعني الجَواريَ، ونصب أَقْتُلَها وأَدْركَ، على جواب الجَحْد بالفاءِ. وفي حديث علي، عليه السلام، يومَ صِفِّينَ: قَدَّمَ للوَثْبَةِ يَداً، وأَخَّرَ للنُّكُوصِ رِجْلاً، أَي إِنْ أَصابَ فُرْصَةً نَهَضَ إِليها، وإِلاَّ رَجَعَ وتَرَك. وفي حديث هُذَيْل: أَيَتَوَثَّبُ أَبو بكر على وَصِيِّ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم؟ وَدَّ أَبو بكر أَنه وَجَدَ عَهْداً من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأَنه خُزِم أَنفُه بخِزامةٍ أَي يَسْتَوْلي عليه ويظلِمه !معناه: لو كان عَليٌّ، عليه السلام، مَعْهوداً إِليه بالخلافة، لكان في أَبي بكر، رضي اللّه عنه، من الطاعة والانْقياد إِليه، ما يكون في الجَمَل الذليل، المُنْقاد بخِزامَتهِ. ووَثَبَ وثْبةً واحدة، وأَوْثَبْتُه أَنا، وأَوْثَبَه الموضعَ: جَعله يَثِبُه. وواثبَه أَي ساوَرَه. ويقال: تَوَثَّبَ فلانٌ في ضَيْعةٍ لي أَي اسْتَوْلى عليها ظلماً. والوَثَبَى: من الوَثْب. ومَرَةٌ وثَبى: سريعةُ الوَثْبِ. والوَثْبُ: القُعُود، بلغة حِمْير. يقال: ثِبْ أَي اقْعُدْ. ودَخَلَ رَجُل من العَرب على مَلِكٍ من ملوك حِمْيَر، فقال له الملِكُ: ثِبْ أَي اقْعُدْ، فوَثَبَ فتَكَسَّر، فقال الملك: ليس عندنا عَرَبِيَّتْ؛ مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَي تكلَّم بالحِمْيَرية؛ وقوله: عَرَبِيَّت، يُريد العربيةَ، فوقف على الهاءِ بالتاءِ. وكذلك لغتهم، ورواه بعضُهم: ليس عندنا عَرَبيَّة كعَرَبِيَّتكُم. قال ابن سيده: وهو الصواب عندي، لأَنَّ الملك لم يكن لِيُخْرِجَ نَفْسَه من العرب، والفعل كالفعل. والوِثابُ: الفِراشُ، بلغتهم. ويقال وثَّبْتُه وِثاباً أَي فرَشْت له فِراشاً. وتقول: وَثَّبَهُ تَوْثِيباً أَي أَقْعَدَه على وِسادة، وربما قالوا وثَّبَه وسادةً إِذا طَرَحها له، ليَقْعُدَ عليها. وفي حديث فارعة، أَخت أُمَيَّة بن أَبي الصَّلْتِ، قالت: قَدِمَ أَخي من سَفَرٍ، فوَثَبَ على سريري أَي قَعَدَ عليه واسْتَقَرَّ. والوُثوبُ، في غير لغةِ حِمْيَرَ: النُّهوضُ والقيامُ. وقَدِمَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ على سيدنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فوَثَّبَ له وِسادةً أَي أَقعَدَه عليها؛ وفي رواية: فوَثَّبَه وِسادةً أَي أَلقاها له. والمِيثَبُ: الأَرضُ السَّهْلة؛ ومنه قول الشاعر يصفُ نَعامة: قَرِيرَةُ عَينٍ، حينَ فَضَّتْ بخَطْمِها *** خَراشِيَّ قَيْضٍ، بين قَوْزٍ ومِيثَبِ ابن الأَعرابي: المِيثَبُ: الجالسُ، والمِيثَبُ: القافِزُ. أَبو عمرو: المِيثَبُ الجَدْوَلُ. وفي نوادر الأَعراب: المِيثَبُ ما ارتفع من الأَرض. والوِثابُ: السَّريرُ؛ وقيل: السرير الذي لا يَبْرَحُ المَلِكُ عليه. واسم الملِك: مُوثَبَان. والوِثابُ، بكسر الواو: المَقاعِدُ؛ قال أُمية: بإِذنِ اللّه، فاشْتَدَّتْ قُواهُمْ *** على مَلْكين، وهْي لهُمْ وِثابُ يعني أَن السماءَ مقاعدُ للملائكة. والمُوثَبانُ بلغتهم: الملِكُ الذي يَقْعُد، ويَلْزَم السَّريرَ، ولا يَغْزو. والمِيثَبُ: اسم موضع؛ قال النابغة الجَعْدِيُّ: أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذُّهاب *** فالأَوْرَقِ، فالمِلْحِ، فالمِيثَبِ
وجب: وَجَبَ الشيءُ يَجِبُ وُجوباً أَي لزمَ. وأَوجَبهُ هو، وأَوجَبَه اللّه، واسْتَوْجَبَه أَي اسْتَحَقَّه. وفي الحديث: غُسْلُ الجُمُعةِ واجِبٌ على كل مُحْتَلِم. قال ابن الأَثير: قال الخَطَّابي: معناه وُجُوبُ الاخْتِيار والاسْتِحْبابِ، دون وُجُوب الفَرْض واللُّزوم؛ وإِنما شَبَّهَه بالواجب تأْكيداً، كما يقول الرجلُ لصاحبه: حَقُّكَ عليَّ واجبٌ، وكان الحَسنُ يراه لازماً، وحكى ذلك عن مالك. يقال: وَجَبَ الشيءُ يَجِبُ وُجوباً إِذا ثَبَتَ، ولزِمَ. والواجِبُ والفَرْضُ، عند الشافعي، سواءٌ، وهو كل ما يُعاقَبُ على تركه؛ وفرق بينهما أَبو حنيفة، فالفَرْض عنده آكَدُ من الواجب. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه أَوجَبَ نَجِيباً أَي أَهْداه في حج أَو عمرة، كأَنه أَلزَمَ نفسه به. والنَّجِيبُ: من خيار الإِبل. ووجَبَ البيعُ يَجبُ جِبَةً، وأَوجَبْتُ البيعَ فوَجَبَ. وقال اللحياني: وَجَبَ البيعُ جِبَةً ووُجوباً، وقد أَوْجَبَ لك البيعَ وأَوْجَبهُ هو إِيجاباً؛ كلُّ ذلك عن اللحياني. وأَوْجَبَه البيعَ مواجبة، ووِجاباً، عنه أَيضاً. أَبو عمرو: الوَجِيبةُ أَن يُوجِبَ البَيْعَ، ثم يأْخذَه أَوَّلاً، فأَوَّلاً؛ وقيل: على أَن يأْخذ منه بعضاً في كل يوم، فإِذا فرغ قيل: اسْتَوْفى وَجِيبَتَه؛ وفي الصحاح: فإِذا فَرَغْتَ قيل: قد استَوفيْتَ وَجِيبَتَك. وفي الحديث: إِذا كان البَيْعُ عن خِيار فقد وجَبَ أَي تَمَّ ونَفَذ. يقال: وجب البيعُ يَجِبُ وجوباً، وأَوْجَبَه إِيجاباً أَي لَزِمَ وأَلْزَمَه؛ يعني إِذا قال بعد العَقْد: اخْتَرْ رَدَّ البيع أَو إِنْفاذَه، فاختارَ الإِنْفاذَ، لزِمَ وإِن لم يَفْتَرِقا. واسْتَوْجَبَ الشيءَ: اسْتَحَقَّه. والمُوجِبةُ: الكبيرةُ من الذنوب التي يُسْتَوْجَبُ بها العذابُ؛ وقيل: إِن المُوجِبَةَ تَكون من الحَسَناتِ والسيئات. وفي الحديث: اللهم إِني أَسأَلك مُوجِبات رَحْمَتِك. وأَوْجَبَ الرجلُ: أَتى بمُوجِبةٍ مِن الحَسناتِ أَو السيئات. وأَوْجَبَ الرجلُ إِذا عَمِلَ عَمَلاً يُوجِبُ له الجَنَّةَ أَو النارَ. وفي الحديث: مَنْ فعل كذا وكذا، فقد أَوْجَبَ أَي وَجَبَتْ له الجنةُ أَو النارُ. وفي الحديث: أَوْجَبَ طَلْحَةُ أَي عَمِل عَمَلاً أَوْجَبَ له الجنةَ. وفي حديث مُعاذٍ: أَوْجَبَ ذو الثلاثة والاثنين أَي من قَدَّم ثلاثةً من الولد، أَو اثنين، وَجَبَت له الجنةُ. وفي حديث طَلحة: كلمة سَمِعتُها من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مُوجِبةٌ لم أَسأَله عنها، فقال عمر: أَنا أَعلم ما هي: لا إِله إِلا اللّه، أَي كلمة أَوْجَبَتْ لقائلها الجنة، وجمعُها مُوجِباتٌ. وفي حديث النَّخَعِيِّ: كانوا يَرَوْنَ المشيَ إِلى المسجدِ في الليلة المظلمة، ذاتِ المَطَر والريح، أَنها مُوجِبةٌ، والمُوجِباتُ الكبائِرُ من الذُّنُوب التي أَوْجَبَ اللّهُ بها النارَ. وفي الحديث: أَن قوماً أَتَوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول اللّه، إِن صاحِباً لنا أَوْجَبَ أَي رَكِبَ خطيئةً اسْتَوْجَبَ بها النارَ، فقال: مُرُوه فلْيُعْتِقْ رَقَبَةً. وفي الحديث: أَنه مَرَّ برجلين يَتَبايعانِ شاةً، فقال أَحدُهما: واللّه لا أَزِيدُ على كذا، وقال الآخر: واللّه لا أَنقُصُ من كذا، فقال: قد أَوْجَبَ أَحدُهما أَي حَنِثَ، وأَوْجَبَ الإِثم والكَفَّارةَ على نفسه. ووَجَبَ الرجلُ وُجُوباً: ماتَ؛ قال قَيْسُ بن الخَطِيم يصف حَرْباً وَقَعَتْ بين الأَوْسِ والخَزْرَج، في يوم بُعاثَ، وأَن مُقَدَّم بني عَوْفٍ وأَميرَهم لَجَّ في المُحاربة، ونَهَى بني عَوْفٍ عن السِّلْمِ، حتى كانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ: ويَوْمَ بُعاثٍ أَسْلَمَتْنا سيُوفُنا *** إِلى نَشَبٍ، في حَزْمِ غَسَّانَ، ثاقِبِ أَطاعتْ بنو عَوْفٍ أَمِيراً نَهاهُمُ *** عن السِّلْمِ، حتى كان أَوَّلَ وَاجِبِ أَي أَوَّلَ مَيِّتٍ؛ وقال هُدْبة بن خَشْرَم: فقلتُ له: لا تُبْكِ عَيْنَكَ، إِنه *** بِكَفَّيَّ ما لاقَيْتُ، إِذ حانَ مَوْجِبي أَي موتي. أَراد بالمَوْجِبِ مَوْتَه. يقال: وَجَبَ إِذا ماتَ مَوْجِباً. وفي الحديث: أَن النبي صلى الله عليه وسلم جاءَ يَعُودُ عبدَاللّه بنَ ثابتٍ، فوَجَدَه قد غُلِبَ، فاسْتَرْجَعَ، وقال: غُلِبْنا عليك يا أَبا الرَّبِيعِ، فصاحَ النساءُ وبَكَيْنَ، فَجعلَ ابنُ عَتِيكٍ يُسَكِّتُهُنَّ؛ فقال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: دَعْهُنَّ، فإِذا وَجَبَ فلا تَبْكِيَنَّ باكيةٌ، فقال: ما الوُجوبُ؟ قال: إِذا ماتَ. وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: فإِذا وَجَبَ ونَضَبَ عُمْرُه. وأَصلُ الوُجُوبِ: السُّقوطُ والوقُوعُ. ووَجَبَ الميتُ إِذا سقَط وماتَ. ويقال للقتيل: واجِبٌ. وأَنشد: حتى كانَ أَوَّلَ واجِبِ. والوَجْبة: السَّقطة مع الهَدَّة. وَوجَبَ وجْبةً: سَقَط إِلى الأَرض؛ ليست الفَعْلة فيه للمرَّة الواحدة، إِنما هو مصدر كالوُجوب. ووَجَبَتِ الشمسُ وَجْباً، ووُجُوباً: غابت، والأَوَّلُ عن ثعلب. وفي حديث سعيدٍ: لولا أَصْواتُ السافِرَة لسَمِعْتم وَجْبةَ الشمس أَي سُقُوطَها مع المَغيب. وفي حديث صِلَةَ: فإِذا بوَجْبةٍ وهي صَوت السُّقُوط. ووَجَبَتْ عَيْنُه: غارَتْ، على المَثَل. ووَجَبَ الحائطُ يَجِبُ وَجْباً ووَجْبةً: سقط. وقال اللحياني: وَجَبَ البيتُ وكلُّ شيءٍ: سَقَطَ وَجْباً ووَجْبَة. وفي المثل: بِجَنْبِه فلْتَكُنْ الوَجْبَة، وقوله تعالى: فإِذا وَجَبَتْ جُنُوبها؛ قيل معناه سَقَطَتْ جُنُوبها إِلى الأَرض؛ وقيل: خَرَجَت أَنْفُسُها، فسقطتْ هي، فكُلُوا منها؛ ومنه قولُهم: خَرَجَ القومُ إِلى مَواجِبِهِم أَي مَصارِعِهم. وفي حديث الضحية: فلما وَجَبَتْ جُنُوبُها أَي سَقَطَتْ إِلى الأَرض، لأَن المستحب أَن تُنْحَرَ الإِبل قياماً مُعَقَّلةً. ووَجَّبْتُ به الأَرضَ تَوجيباً أَي ضَرَبْتُها به. والوَجْبَةُ: صوتُ الشيءِ يَسْقُطُ، فيُسْمَعُ له كالهَدَّة، ووَجَبَت الإِبلُ ووَجَّبَتْ إِذا لم تَكَدْ تَقُومُ عن مَبارِكها كأَنَّ ذلك من السُّقوط. ويقال للبعير إِذا بَرَكَ وَضَرَبَ بنفسه الأَرضَ: قد وَجَّبَ تَوْجِيباً. ووَجَّبَتِ الإِبل إِذا أَعْيَتْ. ووَجَبَ القلبُ يَجِبُ وَجْباً ووَجِيباً ووُجُوباً ووَجَباناً: خَفَق واضْطَرَبَ. وقال ثعلب: وَجَبَ القَلْبُ وَجِيباً فقط. وأَوْجَبَ الله قَلْبَه؛ عن اللحياني وحده. وفي حديث علي: سمعتُ لها وَجْبَةَ قَلْبه أَي خَفَقانَه. وفي حديث أَبي عبيدة ومُعاذٍ: إِنَّا نُحَذِّرُك يوماً تَجِبُ فيه القُلوبُ. والوَجَبُ: الخَطَرُ، وهو السَّبقُ الذي يُناضَلُ عليه؛ عن اللحياني. وقد وَجَبَ الوَجَبُ وَجْباً، وأَوْجَبَ عليه: غَلَبه على الوَجَب. ابن الأَعرابي: الوَجَبُ والقَرَعُ الذي يُوضَع في النِّضال والرِّهان، فمن سَبقَ أَخذَه. وفي حديث عبداللّه بن غالبٍ: أَنه إِذا كان سَجَد، تَواجَبَ الفِتْيانُ، فَيَضَعُون على ظَهْره شيئاً، ويَذْهَبُ أَحدُهم إِلى الكَلاَّءِ، ويجيءُ وهو ساجدٌ. تَواجَبُوا أَي تَراهَنُوا، فكأَنَّ بعضَهم أَوْجَبَ على بعض شيئاً، والكَلاَّءُ، بالمد والتشديد: مَرْبَطُ السُّفُن بالبصرة، وهو بعيد منها. والوَجْبةُ: الأَكْلَة في اليوم والليلة. قال ثعلب: الوَجْبة أَكْلَةٌ في اليوم إِلى مثلها من الغَد؛ يقال: هو يأْكلُ الوَجْبَةَ. وقال اللحياني: هو يأْكل وَجْبةً؛ كلُّ ذلك مصدر، لأَنه ضَرْبٌ من الأَكل. وقد وَجَّبَ لنفسه تَوْجيباً، وقد وَجَّبَ نَفْسَه تَوجيباً إِذا عَوَّدَها ذلك. وقال ثعلب: وَجَبَ الرجلُ، بالتخفيف: أَكلَ أَكْلةً في اليوم؛ ووَجَّبَ أَهلَه: فَعَلَ بهم ذلك. وقال اللحياني: وَجَّبَ فلانٌ نفسَه وعيالَه وفرَسَه أَي عَوَّدَهم أَكْلَةً واحدة في النهار. وأَوْجَبَ هو إِذا كان يأْكل مرةً. التهذيب: فلانٌ يأكل كلَّ يوم وَجْبةً أَي أَكْلَةً واحدةً. أَبو زيد: وَجَّبَ فلانٌ عيالَه تَوْجيباً إِذا جَعَل قُوتَهم كلَّ يوم وَجْبةً، أَي أَكلةً واحدةً. والمُوَجِّبُ: الذي يأْكل في اليوم والليلة مرة. يقال: فلانٌ يأْكل وَجْبَةً. وفي الحديث: كنت آكُلُ الوَجْبَة وأَنْجُو الوَقْعةَ؛ الوَجْبةُ: الأَكلةُ في اليوم والليلة، مرة واحدة. وفي حديث الحسن في كفَّارة اليمين: يُطْعِمُ عَشَرَةَ مساكين وَجْبةً واحدةً. وفي حديث خالد بن معَد: إِنَّ من أَجابَ وَجْبةَ خِتان غُفِرَ له. ووَجَّبَ الناقة، لم يَحْلُبْها في اليوم والليلة إِلا مرة. والوَجْبُ: الجَبانُ؛ قال الأَخْطَلُ: عَمُوسُ الدُّجَى، يَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ *** طَلُوبُ الأَعادي، لا سَؤُومٌ ولا وَجْبُ قال ابن بري: صواب إِنشاده ولا وجبِ؛ بالخفض؛ وقبله: إِليكَ، أَميرَ المؤْمنين، رَحَلْتُها *** على الطائرِ المَيْمُونِ، والمَنْزِلِ الرَّحْبِ إِلى مُؤْمِنٍ، تَجْلُو صَفائِحُ وَجْهِهِ *** بلابلَ، تَغْشَى من هُمُومٍ، ومِنْ كَرْبِ قوله: عَموسُ الدُّجى أَي لا يُعَرِّسُ أَبداً حتى يُصْبِحَ، وإِنما يُريدُ أَنه ماضٍ في أُموره، غيرُ وانٍ. وفي يَنْشَقُّ: ضمير الدُّجَى. والمُتَضَرِّمُ: المُتَلَهِّبُ غَيْظاً؛ والمُضْمَرُ في مُتَضَرِّم يَعُودُ على الممدوح؛ والسَّؤُوم: الكالُّ الذي أَصابَتْه السآمةُ؛ وقال الأَخطل أَيضاً: أَخُو الحَرْبِ ضَرَّاها، وليس بناكِلٍ *** جَبان، ولا وَجْبِ الجَنانِ ثَقِيلِ وأَنشد يعقوب: قال لها الوَجْبُ اللئيمُ الخِبْرَهْ: أَما عَلِمْتِ أَنني من أُسْرَهْ لا يَطْعَم الجادي لَديْهم تَمْرَهْ؟ تقول منه: وَجُبَ الرجلُ، بالضم، وُجُوبةً. والوَجَّابةُ: كالوَجْبِ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ولستُ بدُمَّيْجَةٍ في الفِراشِ *** ووَجَّابةٍ يَحْتَمي أَن يُجِيبا ولا ذي قَلازِمَ، عند الحِياضِ *** إِذا ما الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا قال: وَجَّابةٌ فَرِقٌ. ودُمَّيْجة: يَنْدَمِج في الفِراشِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤْبة: فجاءَ عَوْدٌ، خِنْدِفِيٌّ قَشْعَمُهْ *** مُوَجِّبٌ، عاري الضُّلُوعِ جَرْضَمُهْ وكذلك الوَجَّابُ؛ أَنشد ثعلب: أَو أَقْدَمُوا يوماً فأَنتَ وَجَّابْ والوَجْبُ: الأَحْمَقُ، عن الزجاجي. والوَجْبُ: سِقاءٌ عظيم من جلْد تَيْسٍ وافرٍ، وجمعه وِجابٌ، حكاه أَبو حنيفة. ابن سيده: والمُوَجِّبُ من الدَّوابِّ الذي يفْزَعُ من كل شيءٍ؛ قال أَبو منصور: ولا أَعرفه. وفي نوادر الأَعراب: وَجَبْتُه عن كذا ووكَبْتُه إِذا رَدَدْتُه عنه حتى طالَ وُجُوبُه ووكُوبُه عنه. ومُوجِبٌ: من أَسماءِ المُحَرَّم، عادِيَّةٌ.
ودب: الوَدَبُ: سُوءُ الحال.
وذب: الوِذابُ: خُرَبُ المَزادةِ، وقيل هي الأَكراشُ التي يُجْعَلُ فيها اللبن ثم تُقْطَعُ. قال ابن سيده: ولم أَسمع لها بواحد. قال الأَفْوَهُ الأَوْديّ: وَوَلَّوْا هارِبينَ بكُلِّ فَجٍّ *** كأَنَّ خُصاهُمُ قِطَعُ الوِذابِ
ورب: الوَرْبُ: وِجارُ الوَحْشِيِّ. والوَرْبُ: العِضْوُ؛ وقيل: هو ما بين الأَصابع. يقال: عِضْوٌ مُوَرَّبٌ أَي مُوَفَّر. قال أَبو منصور: المعروف في كلامهم: الإِرْبُ العِضْوُ؛ قال: ولا أنكر أَن يكون الوِرْبُ لغةً، كما يقولون للميراث: وِرْثٌ: وإِرثٌ. الليث: المُواربةُ المُداهاةُ والمُخاتَلَةُ. وقال بعض الحكماءِ: مُوارَبةُ الأَريبِ جَهْلٌ وعَناءٌ، لأَن الأَريبَ لا يُخْدَعُ عن عَقْله. قال أَبو منصور: المُوارَبة مأْخوذة من الإِرْبِ، وهو الدَّهاءُ، فحُوِّلت الهمزة واواً. والوَرْبُ: الفِتْرُ، والجمع أَورابٌ. والوَرْبةُ: الحُفْرة التي في أَسفل الجَنْب، يعني الخاصِرَةَ. والوَرْبةُ: الاسْتُ. والوَرْبُ: الفَساد. ووَرِبَ جَوْفُه ورَباً: فَسَدَ. وعِرْقٌ وَرِبٌ: فاسدٌ؛ قال أَبو ذَرَّةَ الهذلي: إِنْ يَنْتَسِبْ، يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ *** أَهلِ خَزُوماتٍ، وشَحَّاجٍ صَخِبْ وإِنه لذو عِرْقٍ وَرِبٍ أَي فاسدٍ. ويقال: وَرِبَ العِرْقُ يَوْرَبُ أَي فَسَد؛ وفي الحديث: وإِن بايَعْتَهُم وَارَبُوكَ؛ ابن الأَثير: أَي خادَعُوكَ، من الوِرْبِ وهو الفساد، قال: ويجوز أَن يكون من الإِرْبِ، وهو الدَّهاءُ، وقَلَبَ الهمزةَ واواً. ويقال: سَحابٌ وَرِبٌ واهٍ، مُسْتَرْخ؛ قال أَبو وَجْزَةَ: صابَتْ به دَفَعاتُ اللاَّمِعِ الوَرِبِ صابَتْ تَصُوبُ: وقَعَتْ. التهذيب: التَّوْريبُ أَن تُورِّيَ عن الشيءِ بالمُعارَضاتِ والمُباحاتِ.
وزب: التهذيب: وَزَبَ الشيءُ، يَزِبُ وزُوباً إِذا سالَ. الجوهري: المِيزابُ المِثْعَبُ، فارسيّ مُعَرَّب؛ قال: وقد عُرِّبَ بالهمز، وربما لم يهمز، والجمع مآزِيبُ إِذا هَمزت، ومَيازيبُ إِذا لم تَهْمِزْ.
وسب: الوِسْبُ: العُشْبُ واليَبيسُ. وسَبَتِ الأَرضُ وأَوْسَبَتْ: كَثُرَ عُشْبُها، ويقال لنَباتِها: الوِسْبُ، بالكسر. والوَسْبُ: خَشَبٌ يُوضَع في أَسفل البئر لئلا تَنهالَ، وجمعه وُسُوبٌ. ابن الأَعرابي: الوَسَبُ الوَسَخُ؛ وقد وَسِبَ وَسَباً، ووَكِبَ وَكَباً، وحَشِنَ حَشَناً، بمعنى واحد.
وشب: الأَوْشابُ: الأَخْلاطُ من الناس والأَوْباشُ، واحدُهم وِشْبٌ. يقال: بها أَوباشٌ من الناس، وأَوْشابٌ من الناس، وهم الضُّروبُ المُتَفَرِّقون. وفي حديث الحُديبية: قال له عُرْوةُ بن مسعود الثَّقَفيُّ: وإِني لأَرى أَشْواباً من الناس لخَلِيقٌ أَن يَفِرُّوا ويَدَعُوك؛ الأَشْوابُ والأَوْباشُ والأَوْشابُ: الأَخْلاطُ من الناس، والرَّعاعُ. وتَمْرَةٌ وَشْبةٌ: غليظةُ اللِّحاءِ، يمانية.
وصب: الوَصَبُ: الوَجَعُ والمرضُ، والجمع أَوْصابٌ. ووَصِبَ يَوْصَبُ وَصَباً، فهو وَصِبٌ. وتَوَصَّبَ، ووَصَّبَ، وأَوْصَبَ، وأَوْصَبَه اللّهُ، فهو مُوصَبٌ. والمُوَصَّبُ بالتشديد: الكثير الأَوْجاعِ. وفي حديث عائشة: أَنا وَصَّبْتُ رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم أَي مَرَّضْتُه في وَصَبه؛ الوَصَب: دوامُ الوَجَع ولُزومه، كَمَرَّضْتُه من المرضِ أَي دَبَّرْته في مَرَضِه، وقد يطلق الوَصَبُ على التَّعب والفُتُور في البَدَن. وفي حديث فارعَةَ، أُختِ أُمَيَّة، قالت له: هل تَجِدُ شيئاً؟ قال: لا، إِلا تَوْصِيباً أَي فُتوراً؛ وقال رؤْبة: بي والبِلى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصابْ الأَوْصابُ: الأَسْقامُ، الواحدُ وَصَبٌ. ورجلٌ وَصِبٌ من قوم وَصَابَى ووِصابٍ. وأَوْصَبَه الداءُ وأَوْبَرَ عليه: ثَابَرَ. والوُصُوبُ: دَيمومةُ الشيءِ. ووَصَبَ يَصِبُ وُصُوباً، وأَوْصَبَ: دامَ. وفي التنزيل العزيز: ولَهُ الدِّينُ واصِباً؛ قال أَبو إِسحق قيل في معناه: دائِباً أَي طاعتُه دائمةٌ واجبةٌ أَبداً؛ قال ويجوز، واللّه أَعلم، أَن يكون: ولَهُ الدينُ واصِباً أَي له الدينُ والطاعة؛ رَضِيَ العبدُ بما يُؤْمر به أَو لم يَرْضَ به، سَهُلَ عليه أَو لم يَسْهُلْ، فله الدينُ وإِن كان فيه الوَصَبُ. الوَصَبُ: شِدَّة التَّعَب. وفيه: بعذابٍ واصِبٍ أَي دائم ثابت، وقيل: موجع؛ قال مُلَيْحٌ: تَنَبَّهْ لِبرْقٍ، آخِرَ اللَّيْلِ، مُوصِبٍ *** رَفيعِ السَّنا، يَبْدُو لَنا، ثم يَنْضُبُ أَي دائم. وقال أَبو حنيفة: وَصَبَ الشحمُ دام، وهو محمول على ذلك. وأَوْصَبَتِ الناقةُ الشحم: ثَبَتَ شَحمُها، وكانت مع ذلك باقيةَ السِّمَن. يقال: واظَبَ على الشيءِ، وواصَبَ عليه إِذا ثابَرَ عليه. يقال: وَصَبَ الرجلُ على الأَمْر إِذا واظب عليه؛ وأَوْصَبَ القومُ على الشيءِ إِذا ثابَروا عليه؛ ووَصَبَ الرجلُ في مالِه وعلى مالِه يَصِبُ، كوَعَدَ يَعِدُ، وهو القياس؛ ووَصِبَ يَصِبُ، بكسر الصاد فيهما جميعاً، نادرٌ إِذا لَزِمَه وأَحْسَنَ القيامَ عليه؛ كلاهما عن كُراع، وقدَّمَ النادِرَ على القياس، ولم يذكر اللغويون وَصِبَ يَصِبُ، مع ما حَكَوا من وَثِق يَثِقُ، ووَمِقَ يَمِقُ، ووَفِقَ يَفِقُ، وسائره. وفَلاةٌ واصِبةٌ: لا غاية لها مِن بُعْدها. ومَفازة واصِبَة: بعيدةٌ لا غاية لها.
وطب: الوَطْبُ: سِقاءُ اللبنِ؛ وفي الصحاح: سِقَاءُ اللَّبنِ خاصَّة، وهو جِلْدُ الجَذَعِ فما فوقه، والجمع أَوْطُبٌ، وأَوْطابٌ، ووِطابٌ؛ قال امرؤ القيس: وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَريضاً *** ولو أَدْرَكْتُه، صَفِرَ الوِطابُ وأَواطِبُ: جمع أَوْطُبٍ كأَكالِبٍ في جمع أَكْلُبٍ؛ أَنشد سيبويه: تُحْلَبُ منها سِتَّةُ الأَواطِبِ ولأَفُشَّنَّ وَطْبَكَ أَي لأَذْهَبَنَّ بِتِيهِكَ وكِبْرِك، وهو على المَثَل. وامرأَة وَطْباءُ: كبيرة الثَّدْيَيْنِ، يُشَبَّهانِ بالوَطْبِ كأَنها تَحمِلُ وَطْباً من اللبن؛ ويقال للرجل إِذا ماتَ أَو قُتِلَ: صَفِرَتْ وِطابُه أَي فَرَغَتْ وخَلَتْ؛ وقيل: إِنهم يَعْنُون بذلك خُروجَ دَمِه من جَسَدِه؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: ولو أَدركتُه صَفِرَ الوِطابُ وقيل: معنى صَفِرَ الوِطابُ: خَلا لساقيه من الأَلْبان التي يُحقَنُ فيها لأَنَّ نَعَمَه أُغِيرَ عليها، فلم يَبقَ له حَلُوبة. وعِلباءُ في هذا البيت: اسم رجل. والجَرِيضُ: غُصَصُ الموت؛ يقال: أَفْلَتَ جَرِيضاً ولم يمُتْ بَعْدُ. ومعنى صَفِرَ وِطابُه أَي مات؛ جَعَلَ رُوحَه بمنزلة اللبن الذي في الوِطَابِ، وجعل الوَطْب بمنزلة الجَسَد فصار خُلُوُّ الجَسَدِ من الرُّوح كخُلُوِّ الوَطْبِ من اللَّبَن؛ ومنه قول تأَبط شرّاً: أَقُولُ لجِنَّانٍ، وقد صَفِرَتْ لهم *** وِطابي، ويَوْمِي ضَيِّقُ الحَجْرِ مُعْوِرُ وفي حديث أُم زرع: خَرَجَ أَبو زَرْعٍ، والأَوْطابُ تُمْخَضُ، لِيَخْرُجَ زُبْدُها. الصحاح: يقال لجِلْدِ الرَّضِيعِ الذي يُجْعَلُ فيه اللَّبنُ شَكْوَةٌ، ولِجِلْدِ الفَطِيم بَدْرَةٌ، ويقال لمثل الشَّكْوَةِ مما يكون فيه السمنُ عُكَّةٌ، ولمِثل البَدْرَةِ المِسْأَد. وفي الحديث: أَنه أُتِيَ بوَطْبٍ فيه لَبَنٌ؛ الوَطْبُ: الزِّقُّ الذي يكون فيه السَّمْنُ واللَّبَنُ. والوَطْبُ: الرجلُ الجَافي. والوَطْبَاءُ: المرأَةُ العظيمة الثَّدْيِ، كأَنها ذَاتُ وَطْبٍ. والطِّبَةُ: القِطْعَةُ المرتفعة أَو المستديرة من الأَدَم، لغة في الطِّبَّة؛ قال ابن سيده: لا أَدري أَهو محذوف الفاء أَم محذوف اللام، فإن كان محذوفَ الفاء، فهو من الوَطْبِ، وإِن كان محذوف اللام، فهو من طَبَيْتُ وطَبَوْتُ أَي دَعَوْتُ، والمعروف الطِّبَّةُ، بتشديد الباءِ، وهو مذكور في موضعه. وفي حديث عبداللّه بن بُسْرٍ: نَزَلَ رسُول اللّه صلى الله عليه وسلم على أَبي، فقرَّبْنا إِليه طعاماً، وجاءه بوَطْبَةٍ، فأَكل منها؛ قال ابن الأَثير: روى الحُميديُّ هذا الحديثَ في كتابه: فقَرَّبنا إِليه طعاماً ورُطَبَةً، فأَكلَ منها؛ وقال: هكذا جاءَ فيما رأَينا من نسخ كتاب مسلم، رُطبَة، بالراءِ، فأَكل؛ قال: وهو تصحيف من الراوي، وإِنما هو بالواو، قال: وذكره أَبو مسعود الدِّمَشْقِيُّ، وأَبو بكر البَرْقانيُّ في كتابيهما بالواو، وفي آخره قال النَّضْرُ: الوَطْبة الحَيْسُ يجمَعُ بين التمر والأَقِطِ والسمن؛ ونقله عن شعبة، على الصحة، بالواو؛ قال ابن الأَثير: والذي قرأْته في كتاب مسلم وَطْبة، بالواو، قال: ولعل نسخ الحميدي قد كانت بالراءِ، كما ذكره؛ وفي رواية في حديث عبداللّه بن بُسْرٍ: أَتَيْناه بوَطِيئة، في باب الهمز، وقال: هي طعام يُتَّخَذُ من التمر، كالحَيْس، ويُروى بالباءِ الموحدة، وقيل: هو تصحيف.
وظب: وَظبَ على الشيءِ، ووَظِبَه وُظُوباً، وواظَب: لَزِمَه، وداومه، وتَعَهَّدَه. الليث: وَظَب فلانٌ يَظِبُ وُظُوباً: دام. والمُواظَبةُ: المُثابَرةُ على الشيءِ، والمُداومَة عليه. قال اللحياني: يقال فلانٌ مُواكِظٌ على كذا وكذا، وواكِظٌ وواظِبٌ ومُواظِبٌ، بمعنى واحد أَي مُثابرٌ؛ وقال سلامة بن جَنْدل يصف وادياً: شِيبِ المَبارِكِ، مَدْرُوسٍ مَدافِعُه *** هابي المَراغ، قليلِ الوَدْقِ، مَوْظُوبِ أَراد: شِيب مَباركه، ولذلك جمع. وقال ابن السكيت في قوله مَوظُوب: قد وُظِب عليه حتى أُكِلَ ما فيه. وقوله: هابي المَراغ أَي منتفخُ التُّراب، لا يَتَمَرَّغ به بعير، قد تُرِكَ لخوفه. وقوله: مَدْرُوس مَدافِعُه أَي قد دُقَّ، ووُطِئَ، وأُكِلَ نَبْتُه. ومَدافِعُه: أَوْدِيَتُه شِيبُ المَبارك، قد ابْيَضَّتْ من الجُدوبة. والمُواظَبة: المُثابرَةُ على الشيءِ. وفي حديث أَنس: كُنَّ أُمَّهاتي يُواظِبْنَني على خِدْمَتِه أَي يَحْمِلْنَني ويَبْعَثْنَني على ملازمة خدمته، والمُداومة عليها، ورُوي بالطاء المهملة والهمز، من المواطأَة على الشيءِ. وأَرض مَوْظُوبةٌ، ورَوْضَةٌ مَوْظُوبة: تُدُووِلَتْ بالرَّعْيِ، وتُعُهِّدَت حتى لم يَبْقَ فيها كَلأٌ، ولَشَدَّ ما وُطِئَتْ. ووادٍ مَوْظُوبٌ: مَعْرُوكٌ. والوَظْبَةُ: الحَياءُ من ذَواتِ الحافر. ومَوْظَبٌ، بفتح الظاءِ: أَرض معروفة؛ وقال أَبو العَلاء: هو مَوْضعُ مَبْرَكِ إِبل بني سَعْد، مما يلي أَطرافَ مكة، وهو شاذ كمَوْرَقٍ، وكقولهم: ادْخُلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ؛ قال ابن سيده: وإِنما حق هذا كله الكسر، لأَنَّ آتي الفعل منه، إِنما هو على يَفْعِل، كيَعِد؛ قال خِدَاش بن زُهَير: كذَبْتُ عليكم، أَوْعِدُوني وعَلِّلوا *** بِيَ الأَرضَ والأَقْوامَ، قِرْدَانَ مَوْظَبا أَي عليكم بي وبهجائي يا قِرْدَانَ مَوْظَبَ إِذا كنتُ في سَفَر، فاقْطَعُوا بذِكْري الأَرضَ؛ قال: وهذا نادر، وقياسُه مَوْظِبٌ. ويقال للروضة إِذا أُلِحَّ عليها في الرَّعْي: قد وُظِبَتْ، فهي مَوْظُوبة. ويقال: فلان يَظِبُ على الشيءِ، ويُواظِبُ عليه. ورجلٌ مَوْظُوبٌ إِذا تَدَاوَلَتْ مالَه النَّوائب؛ قال سلامةُ بنُ جَنْدَلٍ: كُنَّا نَحُلُّ، إِذا هَبَّتْ شآمِيَةٌ *** بكلِّ وادٍ، حديثِ البَطْنِ، مَوْظُوبِ قال ابن بري: صواب إِنشاده: حَطِيبِ الجَوْنِ مَجْدُوبِ قال: وأَما مَوْظُوبٌ، ففي البيت الذي بعده: شِيبِ المَباركِ، مَدْرُوسٍ مَدافِعُه *** هابي المَراغِ، قليلِ الوَدْقِ، مَوْظُوبِ وقد تقدم هذا البيت في استشهاد غير الجوهري على هذه الصورة. والمَجْدُوبُ: المُجْدِبُ، ويقال: المَعِيبُ، من قولهم جَدَبْتُه أَي عِبْتُه. وشِيبُ المَبارك: بيضُ المبارك، لغلبة الجَدْب على المكان. والمَدافع: مواضعُ السيل. ودُرِسَتْ أَي دُقَّتْ، يعني مَدافعُ الماء إِلى الأَودية، التي هي مَنابِتُ العُشب، قد جَفَّتْ وأُكِلَ نَبْتُها، وصار ترابها هابِياً. وهابي المَراغِ: مثلُ قولك هابي التُّراب، وقد فسرناه أَيضاً في صدر الترجمة، واللّه أَعلم.
وعب: الوَعْبُ: إِيعابُكَ الشيءَ في الشيءِ، كأَنه يأْتي عليه كلِّه، وكذلك إِذا اسْتُؤْصِلَ الشيءُ، فقد اسْتُوعِبَ. وعَبَ الشيءَ وَعْباً، وأَوْعَبه، واسْتَوْعَبه: أَخَذَه أَجْمَعَ، واسْتَرَطَ مَوْزَةً فأَوْعَبَها، عن اللحياني، أَي لم يَدَعْ منها شيئاً. واسْتَوْعَبَ المكانُ والوِعاءُ الشيءَ: وَسِعَه، منه. والإِيعابُ والاسْتِيعابُ: الاسْتِئْصالُ، والاستِقْصاءُ في كل شيءٍ. وفي الحديث: إن النِّعْمَةَ الواحدةَ تَسْتَوعِب جميعَ عَمَل العبد يوم القيامة، أَي تأْتي عليه؛ وهذا على المَثَل. واسْتَوْعَبَ الجِرابُ الدقيقَ. وقال حُذَيْفَة في الجُنُب: يَنام قبل أَن يَغْتَسِل، فهو أَوْعَبُ للغُسل، يعني أَنه أَحْرَى أَن يُخْرِجَ كلَّ بَقِيَّة في ذَكرِهِ من الماء، وهو حديث ذكره ابن الأَثير؛ قال: وفي حديث حُذَيْفَةَ: نَوْمَةٌ بعد الجماع أَوْعَبُ للماء أَي أَحْرَى أَن تُخْرِجَ كلَّ ما بَقي منه في الذَّكَر وتَسْتَقْصِيَه. وبيتٌ وعِيبٌ ووِعاءٌ وعِيبٌ: واسعٌ يَسْتَوْعِب كلَّ ما جُعِلَ فيه. وطريقٌ وَعْبٌ: واسعٌ، والجمع وِعابٌ؛ ويقال لِهَنِ المرأَة إِذا كان واسعاً وَعِيبٌ. والوَعْبُ: ما اتَّسَع من الأَرض، والجمعُ كالجمع. وأَوْعَبَ أَنْفَه: قَطَعه أَجْمَعَ؛ قال أَبو النجم يَمْدَحُ رجلاً: يَجْدَعُ، مَنْ عاداه جَدْعاً مُوْعِبا *** بَكْرٌ، وبَكْرٌ أَكرمُ الناسِ أَبا وأَوْعَبه: قَطَعَ لسانه أَجْمَعَ. وفي الشَّتْم: جَدَعه اللّهُ جَدْعاً مُوعِباً. وجَدَعَه فأَوْعَبَ أَنْفَه أَي استأْصَلَهُ. وفي الحديث: في الأَنْفِ إِذا اسْتُوعِبَ جَدْعاً الدِّيةُ أَي إِذا لم يُتْرَكْ منه شيءٌ؛ ويروى إِذا أُوعِبَ جَدْعُه كلُّه أَي قُطِعَ جَمِيعه، ومعناهما اسْتُؤْصِلَ. وكلُّ شيء اصْطُلِم فلم يبق منه شيء فقد أُوعِبَ واسْتُوعِبَ، فهو مُوعَبٌ. وأَوْعَبَ القومُ: حَشَدوا وجاؤُوا مُوعِبين أَي جَمَعوا ما اسْتَطاعوا من جَمْعٍ. وأَوْعَبَ بَنو فلان: جَلَوْا أَجمعون. قال الأَزهري: وقد أَوْعَبَ بنو فلان جَلاءً، فلم يَبْقَ منهم ببلدهم أَحَدٌ. ابن سيده: وأَوْعَبَ بنو فلان لفلانٍ، لم يَبْقَ منهم أَحدٌ إِلا جاءَه. وأَوْعَبَ بنو فلانٍ لبني فلانٍ: جَمَعُوا لهم جَمْعاً، هذه عن اللحياني. وأَوْعَبَ القومُ إِذا خَرَجُوا كلُّهم إِلى الغزْو. وفي حديث عائشة: كان المسلمون يُوعِبون في النَّفير مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أَي يَخرُجُون بأَجْمعهم في الغَزْو. وفي الحديث: أَوْعَبَ المهاجرون والأَنصارُ مع النبي صلى الله عليه وسلم يومَ الفتح. وفي الحديث الآخر: أَوْعَبَ الأَنصارُ مع عليٍّ إِلى صِفِّين أَي لم يَتَخَلَّفْ منهم أَحدٌ عنه؛ وقال عَبِيدُ ابنُ الأَبرصِ في إِيعاب القوم إِذا نَفَرُوا جميعاً: أُنْبِئْتُ أَنَّ بني جَدِيلَةَ أَوعَبُوا *** نُفَراء من سَلْمَى لنا، وتَكَتَّبُوا وانْطَلَقَ القومُ فأَوْعَبُوا أَي لم يَدَعُوا منهم أَحداً. وأَوْعَبَ الشيءَ في الشيءِ: أَدْخَلَه فيه. وأَوْعَبَ الفرسُ جُرْدانَه في ظَبْيةِ الحِجْر، منه. وأَوْعَبَ في ماله: أَسْلَف؛ وقيل: ذَهَبَ كلَّ مَذْهَب في إِنفاقه. الجوهري: جاء الفرسُ برَكْضٍ وَعِيبٍ أَي بأَقْصَى ما عنده. ورَكْضٌ وَعِيبٌ إِذا اسْتَفْرَغَ الحُضْرَ كلَّه. وفي الشَّتْم: جَدَعَه اللّه جَدْعاً مُوعِباً أَي مُسْتَأْصِلاً، واللّه أَعلم.
وغب: الوَغْبُ والوَغْدُ: الضعيف في بَدَنه، وقيل: الأَحْمَقُ؛ قال رؤْبة: لا تَعْذِلِيني، واسْتَحي بإِزْبِ، كَزِّ المُحَيَّا، أُنَّحٍ، إِرْزَبِّ، ولا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ قال ابن بري: الذي رواه الجوهري في ترجمة برشع: ولا بِبِرْشاع الوِخامِ وَغْب؛ قال: والبِرْشاعُ الأَهْوَجُ. وأَما البِرْشام، فهو حِدَّةُ النَّظر. والوِخامُ، جَمْعُ وَخْم: وهو الثقيل. والإِرْزَبُّ: اللَّئيم، والقَصيرُ الغَليظُ. والأُنَّحُ: البخيل الذي إِذا سُئِلَ تَنَحْنَح. وجَمْعُ الوَغْب: أَوْغابٌ ووِغابٌ؛ والأُنثى: وَغْبَةٌ. وفي حديث الأَحْنَف: إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْغابِ؛ هم اللِّئام والأَوْغادُ. وقال ثعلب: الوَغَبَةُ الأَحْمَقُ، فحرَّك؛ قال ابن سيده: وأُراه إِنما حرك، لمكان حرف الحلق. والوَغْبُ أَيضاً: سَقَطُ المتاع. وأَوْغابُ البيتِ: رَدِيءُ مَتاعه، كالقَصْعة، والبُرْمة، والرَّحَيينِ، والعُمدِ، ونحوها. وأَوغابُ البُيوتِ: أَسْقاطُها، الواحدُ وَغْبٌ. والوَغْبُ أَيضاً: الجمل الضَّخْمُ؛ وأَنشد: أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَلاًّ وغْبا وقد وَغُبَ الجملُ، بالضم، وُغُوبةً ووَغابةً.
وقب: الأَوْقابُ: الكُوَى، واحدُها وَقْبٌ. والوَقْبُ في الجبَل: نُقْرة يجتمع فيها الماء. والوَقْبةُ: كُوَّة عظيمة فيها ظِلٌّ. والوَقْبُ والوَقْبةُ: نَقْرٌ في الصَّخْرة يجتمع فيه الماءُ؛ وقيل: هي نحوُ البئر في الصَّفَا، تكون قامة أَو قامتين، يَسْتَنْقِع فيها ماءُ السماء. وكلُّ نَقْرٍ في الجَسدِ: وَقْبٌ، كنَقْرِ العين والكَتِفِ. ووَقْبُ العَيْن: نُقْرَتُها؛ تقول: وَقَبَتْ عَيْناه، غارَتَا. وفي حديث جَيْشِ الخَبَطِ: فاغْتَرَفْنا من وَقْبِ عَيْنه بالقِلالِ الدُّهْنَ؛ الوَقْبُ: هو النُّقْرة التي تكون فيها العين. والوَقْبانِ من الفَرس: هَزْمتانِ فوق عَيْنَيْه، والجمع من كل ذلك وُقوبٌ ووِقابٌ. ووَقْبُ المحالةِ: الثَّقْبُ الذي يدخُل فيه المِحْوَرُ. ووَقْبةُ الثَّريد والمُدْهُنِ: اُنْقُوعَتُه. الليث: الوَقْبُ كلُّ قَلْتٍ أَو حُفْرة، كقَلْتٍ في فِهْر، وكوَقْبِ المُدْهُنةِ؛ وأَنشد: في وَقْبِ خَوْصاءَ، كوَقْبِ المُدْهُنِ الفراء: الإِيقابُ إِدْخالُ الشيءِ في الوَقْبةِ. ووَقَبَ الشيءُ يَقِبُ وَقْباً: دَخَلَ، وقيل: دَخَل في الوَقْبِ. وأَوْقَبَ الشيءَ: أَدْخَلَه في الوَقْبِ. ورَكِيَّةٌ وَقْباءُ: غائرةُ الماء. امرأَة مِيقابٌ: واسعةُ الفَرْج. وبنُو المِيقابِ: نُسِبُوا إِلى أُمِّهم، يريدون سَبَّهم بذلك. ووَقَبَ القمرُ وُقُوباً: دخَل في الظِّلِّ الصَّنَوبَريّ الذي يَكْسِفُه. وفي التنزيل العزيز: ومِن شَرِّ غاسقٍ إِذا وَقَبَ؛ الفراء: الغاسِقُ الليل؛ إِذا وَقَبَ إِذا دخَل في كل شيء وأَظْلَمَ. ورُوي عن عائشة، رضي اللّه عنها، أَنها قالت: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لما طَلَع القمرُ: هذا الغاسِقُ إِذا وَقَبَ، فتَعَوَّذي باللّه من شَرِّه. وفي حديثٍ آخر لعائشة: تَعَوَّذي باللّه من هذا الغاسقِ إِذا وَقَبَ أَي الليل إِذا دخَلَ وأَقْبَلَ بظَلامِه. ووَقَبَتِ الشمسُ وَقْباً ووُقُوباً: غابَتْ؛ وفي الصحاح: ودخَلَتْ مَوْضِعَها. قال محمد بن المكرم: في قول الجوهري دخَلَتْ موضِعَها، تَجَوُّزٌ في اللفظ، فإِنها لا موضعَ لها تَدْخُله. وفي الحديث: لما رَأَى الشمسَ قد وَقَبَتْ قال: هذا حِينُ حِلِّها؛ وَقَبَتْ أَي غابَتْ؛ وحِينُ حِلِّها أَي الوَقْتُ الذي يَحِلُّ فيه أَداؤُها، يعني صلاةَ المغرب. والوُقُوبُ: الدُّخُولُ في كل شيء؛ وقيل: كلُّ ما غابَ فقد وَقَبَ وَقْباً. ووَقَبَ الظلامُ: أَقْبَلَ، ودخَل على الناس؛ قال الجوهري: ومنه قوله تعالى: ومن شَرِّ غاسقٍ إِذا وَقَبَ؛ قال الحسنُ: إِذا دخَل على الناس. والوَقْبُ: الرجلُ الأَحمقُ، مثلُ الوَغْبِ؛ قال الأَسْوَد بنُ يَعْفُرَ: أَبَنِي نُجَيْحٍ، إِنَّ أُمَّكُمُ *** أَمَةٌ، وإِنَّ أَباكُمُ وَقْبُ أَكَلَتْ خَبيثَ الزادِ، فاتَّخَمَتْ *** عنه، وشَمَّ خِمارَها الكَلْبُ ورجلٌ وَقْبٌ: أَحمقُ، والجمع أَوْقابٌ، والأُنثى وَقْبة. والوُقْبيُّ: المُولَعُ بصُحْبةِ الأَوْقابِ، وهم الحَمْقَى. وفي حديث الأَحْنَفِ: إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْقابِ؛ هم الحَمْقَى. وقال ثعلب: الوَقْبُ الدَّنِيءُ النَّذْلُ، مِن قولك وَقَبَ في الشيء: دخَل فكأَنه يدخُل في الدَّناءة، وهذا من الاشتقاق البعيد. والوَقْبُ: صوتٌ يخرُج من قُنْبِ الفَرَس، وهو وِعاءُ قَضِيبِه. ووَقَبَ الفرسُ يَقِبُ وقْباً ووَقيباً، وهو صَوْتُ قُنْبِه؛ وقيل: هو صوتُ تَقَلْقُلِ جُرْدانِ الفرس في قُنْبِه، ولا فِعْلَ لشيء من أَصواتِ قُنْبِ الدابةِ، إِلاَّ هذا. والأَوْقابُ: قُماشُ البيت. والمِيقابُ: الرجلُ الكثيرُ الشُّرْبِ للنبيذ. وقال مُبْتَكِرٌ الأَعْرابي: إِنهم يسيرون سَيْرَ المِيقابِ؛ وهو أَن يُواصِلُوا بين يوم وليلة. والمِيقَبُ: الوَدَعَةُ. وأَوْقَبَ القومُ: جاعُوا. والقِبَةُ: التي تكون في البَطْن، شِبْهُ الفِحْثِ. والقِبَةُ: الإِنْفَحةُ إِذا عَظُمَتْ من الشاةِ؛ وقال ابن الأَعرابي: لا يكون ذلك في غير الشاءِ. والوَقْباء: موضع، يمدّ ويُقْصَرُ، والمَدُّ أَعْرَفُ. الصحاح: والوَقْبَى ماءٌ لبني مازِنٍ؛ قال أَبو الغُول الطُّهَويُّ: هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقْبَى بضَرْبٍ *** يُؤَلِّفُ بين أَشْتاتِ المَنُون قال ابن بري: صوابُ إِنْشادِه: حِمَى الوَقَبَى؛ بفتح القاف. والحِمَى: المكان الممنوع؛ يقال: أَحْمَيْتُ الموضعَ إِذا جعلته حِمًى. فأَما حَمَيْتُه، فهو بمعنى حَفِظْته. والأَشْتاتُ: جمع شَتٍّ، وهو المتفرّق. وقوله: يؤَلِّف بين أَشْتاتِ المَنُون، أَراد أَن هذا الضربَ جمع بينَ مَنايا قوم متفرّقي الأَمكنة، لو أَتَتْهُم مَناياهم في أَمكنتهم، فلما اجتمعوا في موضع واحد، أَتَتْهُم المنايا مجتمعة.
وكب: المَوْكِبُ: بابةٌ من السَّيْر. وَكَبَ وُكُوباً ووَكَباناً: مَشَى في دَرَجانٍ، وهو الوَكَبانُ. تقول: ظَبْيةٌ وَكُوبٌ، وعَنْزٌ وَكُوبٌ، وقد وَكَبَت تَكِبُ وُكُوباً؛ ومنه اشْتُقَّ اسمُ المَوكِبِ؛ قال الشاعر يصف ظبية: لها أُمٌّ مُوَقَّفةٌ وَكُوبٌ *** بحيثُ الرَّقْوُ، مَرْتَعُها البَريرُ والمَوْكِبُ: الجماعةُ من الناس رُكْباناً ومُشاةً، مشتق من ذلك؛ قال: أَلا هَزِئَتْ بنا قُرْشِيَّ *** ةٌ، يَهْتَزُّ مَوْكِبُها والمَوْكِبُ: القوم الرُّكُوبُ على الإِبل للزينة، وكذلك جماعة الفُرْسان. وفي الحديث: أَنه كان يسير في الإِفاضةِ سَيْرَ المَوْكِب؛ المَوْكِبُ: جماعةٌ رُكْبانٌ يسيرون بِرِفْقٍ، وهم أَيضاً القومُ الرُّكُوبُ للزينة والتَّنَزُّهِ، أَراد أَنه لم يكن يُسْرعُ السَّيْرَ فيها. وأَوْكَبَ البعيرُ: لَزِمَ المَوْكِبَ. وناقة مُواكِبةٌ: تُسايِرُ المَوْكِبَ. وفي الصحاح: ناقة مُواكِبَة، التي تُعْنِقُ في سيرها. وظَبْيةٌ وَكُوبٌ: لازِمةٌ لِسِرْبها. الرِّياشِيُّ: أَوْكَبَ الطائرُ إِذا نَهَضَ للطَّيران، وأَنشد: أَوْكَبَ ثم طارا. قيل: أَوْكَبَ تَهَيَّأَ للطَّيران. وواكَبَ القومَ: بادَرَهُمْ. وتقول: واكَبْتُ القَوم إِذا رَكِبْتَ معهم، وكذلك إِذا سابَقْتَهم. ووكَبَ الرجلُ على الأَمر، وواكَبَ إِذا واظَبَ عليه. ويقال: الوَكْبُ الانْتِصابُ، والواكِبةُ القائمةُ، وفلانٌ مُواكِبٌ على الأَمر، وواكِبٌ أَي مُثابر، مُواظِبٌ. والتَّوكِيبُ: المُقاربةُ في الصِّرار. والوَكَبُ: الوَسَخُ يَعْلُو الجِلْدَ والثَّوبَ؛ وقد وَكِبَ يَوكَبُ وَكَباً، وَوسِبَ وَسَباً، وحَشِنَ حَشَناً إِذا رَكبه الوَسَخُ والدَّرَنُ. والوَكَبُ: سَوادُ التمر إِذا نَضجَ، وأَكثر ما يُستعمل في العِنَب. وفي التهذيب: الوَكَبُ سَوادُ اللَّون، من عِنَبٍ أَو غير ذلك إِذا نَضِجَ. وَكَّبَ العِنَبُ تَوكيباً إِذا أَخذَ فيه تَلوِينُ السَّوادِ، واسمُه في تلك الحال مُوَكِّبٌ؛ قال الأَزهري: والمعروف في لون العِنَبِ والرُّطَبِ إِذا ظهر فيه أَدْنى سَواد التَّوكِيتُ، يقال: بُسْرٌ مُوَكِّتٌ؛ قال: وهذا معروف عند أَصحاب النخيل في القرى العربية. والمُوَكِّبُ: البُسْرُ يُطْعَنُ فيه بالشَّوكِ حتى يَنْضَجَ؛ عن أَبي حنيفة، واللّه أَعلم.
ولب: وَلَبَ في البيتِ والوجهِ: دخَل. والوالِبةُ: فِراخُ الزَّرْعِ، لأَنها تَلِبُ في أُصُول أُمَّهاتِه؛ وقيل: الوالِبةُ الزَّرْعةُ تَنْبُتُ من عُروق الزَّرعة الأُولى، تَخْرُجُ الوُسْطَى، فهي الأُمُّ، وتَخْرُجُ الأَوالِبُ بعد ذلك، فَتَلاحَقُ. ووَالبةُ القوم: أَولادُهم ونَسْلُهُم. أَبو العباس، سمعَ ابن الأَعرابي يقول: الوالبةُ نَسْلُ الإِبل والغَنَم والقَومِ. ووَالبةُ الإِبلِ: نَسْلُها وأَوْلادُها. قال الشَّيْباني: الوالِبُ الذاهِبُ في الشيءِ، الداخلُ فيه؛ وقال عُبَيْدٌ القُشَيْرِيّ: رأَيتُ عُمَيراً والِباً في دِيارِهِمْ *** وبئس الفَتى، إِن نابَ دَهْرٌ بِمُعْظَمِ وفي رواية أَبي عمرو: رأَيتُ جُرَيّاً. ووَلَبَ إِليه الشيءُ يَلِبُ وُلوباً: وَصَلَ إِليه، كائناً ما كان. ووالبةُ: اسْمُ مَوضِع؛ قالت خِرْنِقُ: مَنَتْ لَهُمُ بوالِبَةَ المَنايا ووالبةُ: اسمُ رجلٍ.
ونب: وَنَّبه: لغة في أَنبَهُ.
وهب: في أَسماءِ اللّه تعالى: الوَهَّابُ. الهِبةُ: العَطِيَّة الخاليةُ عن الأَعْواضِ والأَغْراضِ، فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِبُها وَهَّاباً، وهو من أَبنية المُبالغة. غيره: الوَهَّابُ، من صفاتِ اللّه، المُنعِمُ على العباد، واللّهُ تعالى الوهَّابُ الواهِبُ. وكلُّ ما وُهِبَ لك، من ولَد وغيره: فهو مَوهُوبٌ. والوَهُوبُ: الرجلُ الكثيرُ الهِباتِ. ابن سيده: وَهَبَ لك الشيءَ يَهَبُه وَهْباً، ووَهَباً، بالتحريك، وهِبَةً؛ والاسم المَوهِبُ، والمَوهِبةُ، بكسر الهاءِ فيهما. ولا يقال: وَهَبَكَه، هذا قول سيبويه. وحكى السيرافي عن أَبي عمرو: أَنه سمع أَعرابياً يقول لآخر: انْطَلِقْ معي، أَهَبْكَ نَبْلاً. ووَهَبْتُ له هِبةً، ومَوهِبَةً، ووَهْباً، ووَهَباً إِذا أَعْطَيْتَهُ. ووهَبَ اللّهُ له الشيءَ، فهو يَهَبُ هِبةً؛ وتَواهَبَ الناسُ بينهم؛ وفي حديث الأَحْنَفِ: ولا التَّواهُبُ فيما بينَهم ضَعَةٌ؛ يعني أَنهم لا يَهَبُونَ مُكْرَهِينَ. ورجلٌ واهِبٌ. ووَهَّابٌ ووَهُوبٌ ووَهَّابةٌ أَي كثيرُ الهِبة لأَمْواله، والهاء للمبالغة. والمَوهُوبُ: الولدُ، صفة غالبة. وتَواهَبَ الناسُ: وَهَبَ بَعْضُهم لبعض. والاسْتِيهابُ: سُؤَالُ الهِبَةِ. واتَّهَبَ: قَبِلَ الهِبَةَ. واتَّهَبْتُ منكَ دِرْهَماً، افْتَعَلْتُ، من الهِبَةِ. والاتِّهابُ: قَبُولُ الهِبة. وفي الحديث: لقد هَمَمْتُ أَن لا أَتَّهِبَ إِلاَّ من قُرَشِيٍّ أَو أَنصارِيٍّ أَو ثَقَفِيٍّ أَي لا أَقبلُ هبةً إِلاَّ من هؤُلاء، لأَنهم أَصحابُ مُدُنٍ وقُرًى، وهم أَعْرَفُ بمكارم الأَخلاق. قال أَبو عبيد: رأَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم جَفاءً في أَخلاقِ البادية، وذَهاباً عن المُروءة، وطَلباً للزيادة على ما وَهَبُوا، فخَصَّ أَهلَ القُرى العربيةِ خاصَّةً بقَبولِ الهَدِيَّةِ منهم، دون أَهل البادية، لغلبة الجَفاء على أَخلاقهم، وبُعْدِهم من ذوي النُّهَى والعُقُولِ. وأَصلُه: اوْتَهَب، فقلبت الواو تاء، وأُدغمت في تاء الافتعالِ، مثل اتَّزَن واتَّعَدَ، من الوَزْنِ والوَعْدِ. والمَوْهِبةُ: الهِبةُ، بكسر الهاءِ، وجمعُها مواهبُ. وواهَبَه، فَوَهَبَه يَهَبُهُ ويَهِبُهُ: كان أَكثر هِبَةً منه. والمَوْهِبةُ: العطيَّةُ. ويقال للشيء إِذا كان مُعَدّاً عند الرَّجُل، مثل الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء. وأَصْبَحَ فلان مُوهِباً، بكسر الهاء، أَي مُعِدّاً قادراً. وأَوهَبَ لك الشيءَ: أَعدَّه. وأَوْهَبَ لك الشيءُ: دامَ. قال أَبو زيد وغيره: أَوهَبَ الشيءُ إِذا دام، وأَوهَبَ الشيءُ إِذا كان مُعَدّاً عند الرجل، فهو مُوهِب؛ وأَنشد: عَظِيمُ القَفا، ضَخْمُ الخَواصِرِ، أَوهَبَتْ *** له عَجْوَةٌ مَسْمُونةٌ، وخَمِيرُ وأَوهَبَ لك الشيءُ: أَمْكَنَك أَن تأْخُذَه وتَنالهُ؛ عن ابن الأَعرابي وحده. قال: ولم يقولوا أَوهَبْتُه لك. والمَوهَبة والمَوهِبَةُ: غديرُ ماءٍ صغيرٌ؛ وقيل: نُقْرة في الجبل يَسْتَنْقِع فيها الماءُ. وفي التهذيب: وأَما النُّقْرةُ في الصَّخْرة، فمَوْهَبَة، بفتح الهاء، جاء نادراً؛ قال: ولَفُوكِ أَطْيَبُ، إِن بَذَلْتِ لنا *** مِنْ ماءِ مَوهَبَةٍ، على خَمْر أَي موضوع على خَمْر، ممزوج بماء. والمَوهَبةُ: السَّحابةُ تَقَعُ حيث وَقَعَتْ، والجمع مَواهِبُ. ويقال: هذا وادٍ مُوهِبُ الحَطَبِ أَي كثير الحطب. وتقول: هَبْ زَيْداً مُنْطَلِقاً، بمعنى احْسُبْ، يَتَعَدَّى إِلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماضٍ ولا مُسْتَقْبلٌ في هذا المعنى. ابن سيده: وهَبْني فَعَلْتُ ذلك أَي احْسُبْني واعْدُدْني، ولا يقال: هَبْ أَني فَعَلْتُ. ولا يقال في الواجب: وَهَبْتُك فَعَلْتَ ذلك، لأَنها كلمة وُضِعَتْ للأَمر؛ قال ابن هَمَّامٍ السَّلوليُّ: فقلتُ: أَجِرْني أَبا خالِدٍ *** وإِلاَّ فهَبْني امْرأً هالِكا قال أَبو عبيد: وأَنشد المازني: فكُنْتُ كذي داءٍ، وأَنْتَ شِفاؤُهُ *** فهَبْني لِدائي، إِذ مَنَعْتَ شِفائِيا أَي احْسُبْني. قال الأَصمعي: تقول العرب: هَبْني ذلك أَي احْسُبْني ذلك، واعْدُدْني. قال: ولا يقال: هَبْ، ولا يقال في الواجب: قد وَهَبْتُكَ، كما يقال: ذَرْني ودَعْني، ولا يقال: وَذَرْتُك. وحكى ابن الأَعرابي: وَهَبَني اللّهُ فِداكَ أَي جَعَلَني فِداك؛ ووُهِبْتُ فِداكَ، جُعِلْتُ فِداكَ. وقد سَمَّتْ وَهْباً، ووُهَيْباً، ووَهْبانَ، وواهِباً، ومَوْهَباً. قال سيبويه: جاؤوا به على مَفْعَلٍ، لأَنه اسم ليس على الفعل، إِذ لو كان على الفعل، لكان مَفْعِلاً، وقد يكون ذلك لمكان العلمية، لأَنَّ الأَعلام مما تُغَيَّر عن القياس. وأُهْبانٌ: اسمٌ، وقد ذكر تعليله في موضعه. وواهِبٌ: موضع؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم: كأَنها، بَعْدَ عَهْدِ العاهِدينَ بها *** بينَ الذَّنوبِ، وحَزْمَيْ واهِبٍ صُحُفُ ومَوْهَبٌ: اسم رجل؛ قال أَبَّاقٌ الدُّبَيْرِيّ: قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ *** ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ قال: وهو شاذٌّ، مثل مَوْحَدٍ. وقوله مُبْزٍ أَي قوِيٌّ عليها أَي هو صَبُور على دَفْعِ النوم، وإن كان شديد النُّعاس. ووَهْبُ بن مُنَبِّه، تسكين الهاء فيه أَفصح. الأَزهري: ووَهْبِينُ جبلٌ من جِبال الدَّهْناء، قال: وقد رأَيته. ابن سيده: وَهْبِينُ اسم موضع؛ قال الراعي: رَجاؤُك أَنساني تَذَكُّرَ إِخْوَتي *** ومالُكَ أَنساني، بوَهْبِينَ، مالِيا
ويب: وَيْبٌ: كلمةٌ مثلُ وَيْلٍ. وَيْباً لهذا الأَمْر أَي عَجَباً له. ووَيْبةً: كوَيْلَةٍ. تقول: وَيْبَكَ، ووَيْبَ زيدٍ! كما تقول: وَيْلَك! معناه: أَلْزَمَكَ اللّه وَيلاً! نُصِبَ نَصْبَ المصادر، فإِن جئت باللام رفعتَ، قلت: وَيْبٌ لزيد، ونَصَبتَ منوَّناً، فقلت: وَيْلاً لزيد، فالرفعُ مع اللام، على الابتداء، أَجودُ من النصب؛ والنصبُ مع الإِضافة أَجودُ من الرفع. قال الكسائي: من العرب مَن يقول: وَيْبَكَ، ووَيْبَ غيرِك! ومنهم من يقول: وَيْباً لزيد! كقولك: ويلاً لزيدٍ! وفي حديث إِسلام كعب بن زهير: أَلا أَبْلِغا عَنِّي بُجَيراً رِسالةً: *** على أَيِّ شيءٍ، وَيبَ غَيرِكَ، دَلَّكا؟ قال ابن بري: وفي حاشية الكتاب بيت شاهد على وَيْبٍ، بمعنى وَيْلٍ؛ وهو: حَسِبْتُ بُغامَ رَاحلَتي عَناقاً *** وما هِيَ، وَيْبَ غَيرِكَ، بالعَناقِ قال ابن بري: لم يذكر قائله، وهو لذي الخِرَق الطُّهَوِيِّ يُخاطِب ذِئباً تَبِعَه في طريقه؛ وبعده: فلو أَني رَمَيْتُكَ من قَريبٍ *** لَعاقَكَ، عن دُعاءِ الذِّئْبِ، عاقِ وقوله: حَسِبْتُ بُغام راحلتي عَناقاً؛ أَراد بُغامَ عَناق، فحذف المضاف، وأَقام المضاف إِليه مقامه، وقوله عاقٍ: أَراد عائق. وحكى ابن الأَعرابي: وَيْبِ فلانٌ، بكسر الباء، ورفع فلان، إِلاَّ بني أَسَدٍ؛ لم يَزِدْ على ذلك، ولا فسره. وحكى ثعلب: وَيْبِ فلانٍ، ولم يَزِدْ. قال ابن جني: لم يستعملوا من الوَيْبِ فعلاً، لِمَا كان يَعْقُبُ من اجْتماع إِعلال فائه كوَعَد، وعَيْنِه كباعَ. وسنذكر ذلك في الوَيْح، والوَيْسِ، والوَيْلِ. الوَيْبةُ: مِكْيالُ معروف.
يبب: أَرْضٌ يَبابٌ أَي خرابٌ. قال الجوهري: يقال خَرابٌ يَباب، وليس بإِتباع. التهذيب: في قولهم خَرابٌ يَبابٌ؛ اليَبابُ، عند العرب: الذي ليس فيه أَحد؛ وقال ابن أَبي ربيعة: ما على الرَّسْمِ، بالبُلَيَّيْنِ، لو بَيّ *** يَنَ رَجْعَ السَّلامِ، أَو لو أَجابا؟ فإِلى قَصْرِ ذي العَشيرةِ، فالصَّا *** لِفِ، أَمْسَى من الأَنِيسِ يَبابا معناه: خالياً لا أَحد به. وقال شمر: اليبابُ الخالي لا شيء به. يقال: خَرابٌ يَبابٌ، إِتباعٌ لخَرابٍ؛ قال الكميت: بيَبابٍ من التَّنائِفِ مَرْتٍ *** - لم تُمَخَّطْ به أُنوفُ السِّخالِ لم تُمَخَّطْ أَي لم تُمْسَحْ. والتَّمْخِيطُ: مَسْحُ ما على الأَنف من السَّخْلة إِذا وُلِدَتْ.
يطب: ما أَيْطَبه: لغة في ما أَطْيَبه! وأَقبلت الشاةُ في أَيْطَبَتِها أَي في شِدَّةِ اسْتِحْرامِها، ورواه أَبو علي عن أَبي زيد: في أَيْطِبَّتها، مشدّداً، قال: وإِنها أَفْعِلَّة، وإِن كان بناء لم يأْت، لزيادة الهمزة أَولاً، ولا يكون فَيْعِلَّة، لعدم البناء، ولا من باب اليَنْجَلِبِ، وانْقَحْلٍ، لعدم البناء، وتلاقي الزيادتين، والله أَعلم.
يلب: اليَلَبُ: الدُّرُوع، يمانية. ابن سيده: اليَلَبُ التَّرِسَة؛ وقيل: الدَّرَقُ؛ وقيل: هي البَيْضُ، تُصْنَع من جلود الإِبل، وهي نُسُوعٌ كانت تُتَّخَذ وتُنْسَجُ، وتُجْعَلُ على الرؤوس مكانَ البَيْض؛ وقيل: جُلود يُخْرَزُ بعضُها إِلى بعض، تُلْبس على الرؤوس خاصة، وليست على الأَجساد؛ وقيل: هي جُلودٌ تُلْبَس مثل الدُّروع؛ وقيل: جُلودٌ تُعْمل منها دُروع، وهو اسم جنس، الواحدُ من كل ذلك: يَلَبةٌ. واليَلَبُ: الفُولاذُ من الحديد؛ قال: ومِحْوَرٍ أُخْلِصَ من ماءِ اليَلَبْ والواحد كالواحد. قال: وأَما ابن دريد، فحمله على الغَلطِ، لأن اليَلَبَ ليس عنده الحديدَ. التهذيب، ابن شميل: اليَلَبُ خالص الحديد؛ قال عمرو بن كلثوم: علينا البَيْضُ، واليَلَبُ اليماني *** وأَسيافٌ يَقُمْنَ، ويَنْحَنِينا قال ابن السكيت: سمعه بعض الأَعراب، فظنّ أَنّ اليَلَبَ أَجْوَدُ الحديد؛ فقال: ومِحْوَرٍ أُخْلِصَ من ماءِ اليَلَبْ قال: وهو خطأٌ، إِنما قاله على التوهم. قال الجوهري: ويقال: اليَلَبُ كل ما كان من جُنَنِ الجُلودِ، ولم يكن من الحديد. قال: ومنه قيل للدَّرَق: يَلَبٌ؛ وقال: عليهم كلُّ سابغةٍ دِلاصٍ *** وفي أَيديهمُ اليَلَبُ المُدارُ قال: واليَلَبُ، في الأَصل، اسم ذلك الجلد؛ قال أَبو دِهْبِلٍ الجُمَحِيُّ: دِرْعِي دِلاصٌ، شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ *** وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ
يهب: في الحديث ذكر يِهَابٍ، ويروى إِهابٍ؛ قال ابن الأَثير: هو موضع قرب المدينة، شرفها اللّه تعالى.
|